الأحد، 22 أغسطس 2010

الزراعة العضوية المستقبل الغذائي الآمن

    أوجد الله سبحانه وتعالى البيئة الطبيعية التي نعيش فيها بمكونات ومقادير محدده ، وبصفات وخصائص معينه بحيث تكفل لها هذه المقادير وهذه الخصائص القدرة على توفير سبل الحياة الآمنة الملائمة للبشر وباقي الكائنات الحية الأخرى التي تشاركه الحياة على الأرض ، أي أن البيئة في حالتها العادية دون تدخل مدمر من جانب الإنسـان تكون متوازنة على أساس أن كل عنصر من عناصر البيئة الطبيعية قد خلق بصفات محدده بما يكفل للبيئة توازنها.
     أما في العصر الحديث فقد قل أن توجد " طبيعة " في حالتها الخام صالحة للإنتاج بل أهلكها الإنسان فهناك تلوث للمياه والهواء واستهلاك للموارد الطبيعية؛ لذا فإن الطبيعة في حاجة إلى العناية والرعاية، ومن ثم كانت أهمية الزراعة العضوية للحفاظ على البيئة.
    الزراعة العضوية تعني ببساطه أي نظام زراعي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية في الزراعة بدلا من الأسمدة الكيماوية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة. كما لا يسمح فيه باستخدام السلالات والكائنات المحورة وراثيا وكذلك الإشعاع المؤين والمواد الحافظة في عمليات التصنيع والإعداد أو التعليب، وبالتالي تصل المواد الغذائية إلى المستهلك بحالتها الطبيعية .
    ومن الأهداف الأساسية للاتجاه نحو الزراعة العضوية : إنتاج غذاء صحي ومنتج ذو جوده عالية وبكميات كافية يسمى"بالمنتج العضوي" ويكون قابل للتحلل الكامل حيوياً، الحفاظ على خصوبة التربة والعمل على زيادتها على المدى الطويل، تقليل جميع صور التلوث إلى أقل ما يمكن ، منع دخول أي مواد تتضمن جينات معدلة أو مهندسة وراثياً سواء من البذور أو أي مدخلات إنتاج ، منع استخدام أي أسمدة كيماوية أو مبيدات حشرية لما لها من أضرار حيث أن من خصائص المبيدات الكيماوية المقاومة العالية للتحلل والقدرة على التأثير على كل أشكال الحياة البيولوجية بما في ذلك الأنواع غير المستهدفة، ولهذه الأسباب فإن المبيدات الحشرية تمثل خطراً على الصحة العامة حيث يمكنها الوصول إلى جسم الإنسان بكافه الطرق مباشرة وغير مباشرة.
   وفقد تبين أن الحاصلات الزراعية المنتجة بالنظام العضوي احتوت على كميات أعلى كثيراً من فيتامين "ج" والحديد والماغنسيوم والفوسفور مقارنة بمثيلتها المزروعة بالطرق التقليدية.
  وفي الواقع حققت المنتجات الزراعية العضوية انتشارا ملحوظا في السنوات الأخيرة في الكثير من دول العالم، وأصبح إقبال المستهلكين على المنتجات العضوية يفوق بكثير ما كان متوقعاً ليس فقط في الدول المتقدمة بل في جميع أنحاء العالم ، وتمتاز مصر بمناخها الجيد الذي يلائم إنتاج الفاكهة والخضروات العضوية إلى جانب موقعها المتميز بالقرب من الأسواق الأوروبية بما يشجع على التوسع في الزراعة العضوية مستقبلاً.

ليست هناك تعليقات: